لم ولن أسخر من أمير الشعراء عندما قال : قم للمعلم ووفه التبجيلا ...... كاد المعلمُ أن يكون رسولا

ولكن لم يكن يعلم أمير الشعراء أنه سيأتي زمناً تُقلبُ فيه الموازين فيخشى المعلمُ من الطالب ويخاف الأب ويستحي أن يُعاقب ابنه على خطأه في حق معلمه !!!

هذا هو واقع التعليم في الوقت الحالي بمعادلة بسيطة جداً :

تعليم مجاني + منهج متخلف + طالب غير سوي + ولي أمر لا يُبالي + إدارة فاشلة = تعليم فــــــــــــــــــــــــ ــــاشل .

لستُ مسروراً وأنا أكتب هذه الكلمات ولما لا وأنا أنتمي لهذه المهنة العظيمة المهنة التي تقدسها كل دول العالم قاطبة إلا مصر !!!

وعلى هامش مقالتي هذه أقصُ لكم ما حدث معي اليوم :

كان قد تم نقلي من إحدى مدارس الفتيات إلى مدرسة للبنين ولم يكن لهذا النقل أية أسباب إلا أنه نقلاً تعسفياً ، المهم

اليوم الأحد الموافق 17 يناير من عام 2010 هو اليوم الثاني لامتحانات النقل في المدارس الأزهرية وهو اليوم المُخصص لامتحانات المرحلة الثانوية الصف الأول والثاني وهنا كانت الصدمة ، عندما ذهبت في الصباح الباكر للعمل كمراقب وجدت وجوهاً جديدة لم أرها إلا اليوم وبعد سؤالي اكتشفت أن هؤلاء الطلاب لا يأتون إلا عند الامتحانات فقط وأقسم بالله العلي العظيم - ولا أسخر من خلق الله - وجدت وجوهاً أقل ما توصف بأنها وجوهاً إجرامية لا تمتُ للتعليم بصلة ، سمعتُ كلمات وأنا أمر بجوار اللجان وكأنني أتنزه في مقهى أو بيت من بيوت الفحش !!!

ودخلت اللجنة وهذا ما دار بيني وبين هؤلاء الرجال وليس الطلاب :


المعلم : السلام عليكم .

الطلاب : صباح الفل أأستاذ ، صباحك زي العسل !!!

أحد الطلاب : أمان أأستاذ أنت معانا هنا في المدرسة ؟!

المعلم : وأنت معنا هنا ؟!

نفس الطالب : آه

المعلم : وأنت بتيجي المدرسة ؟

نفس الطالب : وآجي ليه ؟!

ملحوظة مستوى الأعمار في الصف الأول والثاني الثانوي يتراوح من 19 إلى 23 يعني السن متقارب بيني وبينهم !!!!

أحد الطلاب : صباحك زي الفل أأستاذ خمسة كده احنا مع بعضينا هنخلص !!!!

المعلم : يعني أيه ؟!

نفس الطالب : يعني نغش أأستاذ !!!

المعلم : لا يا حبيبي مفيش غش !!!

وهناااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااا

الطلاب : استغفر الله العظيم احنا اصطبحنا بوش مين النهارة هو يوم باين من أوله !!!

أحد الطلاب : أعربي عارف السؤال الأول ؟!

العربي : لا والله أخال مش عارف شوف الواد محمود كده ؟!

المعلم مقاطعاً : يا شباب مينفعش كده !!!

وكأني لم أتفوه بكلمة فلم يلقي أحد لي بالاً !!!

ملحوظة : طبعاً كان معي في اللجنة مدرس آخر ولكنه كان خائفاً من هؤلاء الطلاب فلم ينطق بحرف واحد !!!!!!!!!

وهنا كان لا بد من إظهار العين الحمراااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااا

المعلم : طيب يا شباب اللي هيتكلم هسحب ورقة الإجابة بتاعته .

أحد الطلاب : روق روق أأستاذ احنا هنخلص كده مع بعض خمسة بس قشطة .

وهكذا طوال اللجنة شد وجذب لا احترام ولا أدب وسلبية واضحة من الجميع وكأننا عبيداً نخشى هؤلاء المفسدون !!!

وهنا كان يراودني شعوراً أن هناك معركة كلامية أو أكثر من ذلك قد تدور بيني وبين هؤلاء وإن ظهرت بوادر لذلك ولكنها لم تخرج عن الكلام ،

ملامح هؤلاء الطلاب توحي بالتشرد والبؤس الجميع يخشاهم الجميع لأنهم من الآخر (( سوابق ))

وهنا تذكرت قول أمير الشعراء :

قم للمعلم ووفه التبجيلا ...... كاد المعلمُ أن يكون رسولا

وسخرتُ في نفسي وقلت ماذا كان يقول أمير الشعراء في هذا الموقف ؟!


أعتقد أن الفشل ليس من هؤلاء فقط ولكنها مسؤولية الجميع من الرئيس إلى العامل داخل المدرسة .


يا معالي الوزير الجديد :
البداية من البداية بمعنى : لا يستقيم الظل والعود أعوج !!!

فلتكن بدايتك من رياض الأطفال وليس من الثانوية العامة .


والله ثم والله ثم والله

ما رأيته الآن وما أسمعه وما أشاهده يومياً يُنذر بجيل فاشل دينياً وأخلاقياً وعلمياً !!!

لست متشائماً ولكن كلامي له دلائل وعلامات واضحة جلية للجميع .

وأقول لكل أب وكل أم لا تتركا الحبل على الغارب لأبنائكم .

فجميعنا يرى ويسمع كل يوم عن أفعال بنات المدارس والله من ابتدائي ولا داعي لذكر نماذج حتى لا تسود الصورة أكثر من ذلك !!!