هكذا كنت انا قبلها
كـنت تــائهــا هــائمــا علـى وجهـي فــي وضـح النهـار
و إذا بــه الـبدر يـظهر والشـمس أمـــامـه تنـهــــار
كــانت كـالملاك الطـــاهـر يضــيء بالأنـــــــــوار
فـسجدت لله خشـوعــا فـسبحــان الخـــالـق الصـــــــــوار
قـمت ونظـرت إلـيهــــــــــا نـظرت احتيـــــــــــار
أهـذه مـلاك أم حـوريـة مـن حـور البـحــــــــــــــــــــ ــــــار
فـرحت لـرأيـاهـا فـرح الأرض العـطشـى لميـاه الأمطـــــار
فهـــــا قـد الـتقينــــــــا بـعد طـــــــول انتظـــــــــــــــــار
دنـت منــي وهمسـت لــي بكلمـات تتفتح لهـا الأزهـــــــــار
قـالت لـي وهـبت قلبـي لمـن أجـد عـنده جـواب كل استفـســـــــــــار
فـقلت لهـا سلـي علـي أنـا مـجيـبك فـأكون مـن قـلبك يخـتـــــــــــــار
ولا أظـن أنــي عنـه عـاجز فـأنـا لـم أعـتد أن أكـون كالمحتـــــــــــار
قــالت لـي ما قـولك في العـشق وفــي مـن شـرب كـأس المــــــــــرار
فـقـلت ظـني فـي العـاشق كـمن سقـط في بئـر بـلا قــــــــــــرار
لا مـخـرج لـه منه إلا إن كـان لـه مـن الإصــــــــــــــــرار
ينــال بـه مـراده بــادية عـليه ابـتـسامــة الانـتـصـــــــــــــــــ ـار
أمــا كـأس المرار فـما من عـاشـق إلا وشـرب منه دون أن يستـشار
طعـمه كالحنظـل مـر لكـن تحدد من وراءه الأقــــــــــــدار
فـقالت لـي هذا الجواب الشــافي فـلك منــي الإجلال والوقــــــــــــــار
وهـبت لك قلبــــي فـقد استحـقـقته بكــل إقـــــــــــــــــــــرا ر
فـقـلت لهـا هـذه أمنية حـقـقها لــي الـواحـد القهــــــــــــــــار
أشكـره عليـها وأعـدك أن أحافـظ عليها بكـل إكـبــــــــــــــــــــا ر
فمنذ زمـن و أنـت من قــلـبـــــــي اخــتــــــــــــــــــــ ــــــــــار
سقطت في ذاك البئر وشرب من تلك الكأس صابرا وأن دار الدهر وجار