قصة ((الضباب)) .. أحدث ما كتبت ..رومانسية واقعية ..
قصة رومانسية أكيد حدثت فى الواقع .. جواها معنى اتمنى انه يوصلكم .. باتمنى انكم تقروها بالكامل .. ويا رب تعجبكم ..
(( الضباب ))
ضباب .. ضباب كثيف يغطى المكان .. أكاد أرى يدي المرتجفة من شدة برودة المكان .. فرفعت يدي لأزيد من إحكام دوران ذلك الشال حول عنقي .. ورفعت خنجري .. معجباً بحدته .. وانسيابه .. مشمئزاً من تلك الذكريات التي جمعتني به .. والتفت إلى الخلف لألمح بصيص من الضوء في السماء بعد ذلك الليل الحالك .. فقد كان يومي شاق للغاية .. ولكن .. ها قد أتى الفجر .. ودلفت إلى أذني أصوات خافته .. فأخذت أدير بصري لترى عيناى تلك المباني الشبه مدمره .. وخاصة تلك البناية .. تدفقت الدماء في عروقي .. وامتلأ قلبي بالأمل في لقاء تلك الفتاة لأتحدث معها .. فما صبرت طوال ذلك الليل إلا من أجلها .. آه يا قلبي .. كم هي جميلة !! إن لم يكن قلبي بالمكان الذي يكفيها .. فعيناى .. اذانى .. فمي .. كل ما أملك لا يبخل عليها بالحب .. يكاد يتمزق قلبي كلما شعرت بأنها محاطة بالخطر من كل جانب .. فبمجرد سماع صوت طائرة .. يظل قلبي مهتاجاً ملتاعاً خيفة من أن يصيبها مكروه .. قطع ذلك التفكير صوت … كان لطفلة صغيرة .. تركض بأقدام خشنة فوق الحطام .. بخطوات مضطربة سريعة .. ارتسمت على شفتيها ابتسامه هادئة .. ولم تفارق عيناها عيناى .. فإذا بها في لحظات تصل إلى .. وتمد إلى يدها المرتجفة حامله زجاجه مياه .. فارتشفت منها بعض قطرات من الماء .. بينما تعبث يدي الأخرى الخشنة بخصلات شعرها الرقيقة .. وفجأة …..
سمعت هدير محرك يرتفع مقترباً من المكان .. فتنبهت .. وخفضت رأسي في سرعة .. وما هي إلا لحظات .. حتى علمت بالأمر .. فما هي إلا عربة عسكرية جاءت لتأمين تلك البنايات .. وهبط منها ضابط وجنديان .. وإذا بالضابط يأمر الجنديين بأن يقتلا كل من يجداه حياً في تلك البنايات .. حتى يتم تأمين الحي بأكمله .. فأدرت رأسي بسرعة باحثاً عن قلم .. ووقعت عيني على الطفلة الصغيرة .. لا أعلم بما شعرت تلك الطفلة الصغيرة .. ولكنه خوف جم .. تكاد تنطق به عيونها .. وإذا بها تجلس وتضع رأسها بين أرجلها .. فشعرت بحنان جارف نحو تلك الصغيرة .. فاحتضنتها .. وأخذت اربت على رأسها الصغير .. لتهدأ .. وضعت خنجري في ذلك الحزام المشدود حول ذراعي .. وأخذت القلم .. وكتبت بأقصى سرعة .. وبعدما انتهيت .. منحت تلك الطفلة رسالة .. وهمست في أذنها بأن تمنح تلك الرسالة للفتاه .. واتفقت معها على خطه للتخلص من الجنديين .. وفى لحظات تحركت أقدامى في سرعة رهيبة .. منطلقاً لتلك البناية تاركاً الطفلة بالرسالة بعد أن وضعتها في أحد جوبها الممزقة .. إلى أن وصلت إلى غرفة مظلمة تماماً .. فدخلتها …..
وساد الصمت لبعض لحظات .. حتى شق صوت خطوات الجنديين ذلك الفجر الناعس .. وتعذبت أذناى بصعودهما خطوه بخطوه .. ولكن ما فارقتني صورة الأهالي مقتولين .. والدماء المسالة من جسد من أحب .. فتحول ذلك الطير المفزوع المعذب بداخلي لنسر جارح مملوء بالعدوانية ليفتك بفرائسه …
وها قد أتت اللحظة الهامة .. وإذا بيد تفتح باب الغرفة المظلمة في خوف .. ودلف الجنديان إلى الداخل .. وفى لحظة .. أغلق الباب .. أغلق على ثلاثتنا ..
فاستغللت تلك المفاجأة للجنديين .. وغرست خنجري في عنق الأول .. فانطلقت منه صرخة ألم مريعة .. وخر صريعاً .. فانتفض لتلك الصرخة قلب الجندي المتبقي .. وكأنها أشعلت فتيل جنونه .. وأخذ يطلق رصاصات عشوائية في مختلف أنحاء الغرفة .. ثم .. ساد الصمت مره أخرى .. وفجأة اختلط صوت ذلك الخنجر المغروس في عنق الجندي بصوت آخر الطلقات المتبقية في سلاحه .. وسقط الجسدان .. وسالت الدماء بغزارة في الغرفة .. وإذا بالطفلة تخرج رأسها بهدوء .. وأخذت جسدها الصغير يترنح في كل الجهات .. إلى أن وصلت الطفلة إلى غرفة الأهالي .. فتحت عليهم الباب .. فارتعد الأهالي بشده .. فإذا بها تبتسم في هدوء .. وذهبت مسرعة لتمسك بيد تلك الفتاة .. التي كلمها عنها الشاب .. ثم أدارت رأسها مشيرة للأهالي بأن يتبعوها ..
وفى لحظات .. هبط الأهالي جميعاً .. ودلفوا في أحد الشوارع .. فإذا بسيارة تقف عندها وبها شابان مرتديان شالاً مشابه لما كان يرتديه الشاب الأول فركبت الأهالي السيارة .. وبينما تدخل الفتاة السيارة .. استوقفتها الطفلة ..!! ثم مدت يدها في ثناياً ملابسها .. ولكن!!!!!
تخرجت يدها بلا شيء .. فإذا بالطفلة تضطرب .. ثم نظرت إلى الفتاة .. وابتسمت في براءة لتكمل صعودها .. وكأن شيئاً لم يحدث .. وانطلقت السيارة .. ليلتهمها الضباب .... نعم !! .. ليلتهمها الضباب بالكامل ....
اتمنى القصة تعجبكم .. ولو تسمحولى انى اسمع اراءكم .. وشكراً ..