يـوم استـشهاد أخـي ,, ووصيت
بسم الله الرحمن الرحيم
كان يوما .. حفر في ذكراتي .. كالنقش علي الصخر
نوره يعلو وجهه .. بل وتشرق الدنيا به
كان ينشد ..
وداعا .. وداعا
أهلي رفاقي وداعا
من القلب للقلب يا أخوتي دموعي وعيني مع المهجتي
وكل كياني لكم يشتكي عذاب الفراق متي نلتقي
..
لبس أجمل ثيابه وتعطر بأطيب العطر .. بالمسك
..
قلت له .. والله يا أخي كأنك عريس
هل ستذهب لتخطب ؟
كنت أضحك معه ولم أقصد شيئا
فابتسم وقال بل ذاهب للشهادة
.. لم آخذ كلامه علي محمل الجد
أخذت أضحك معه .. يا أخي يا بختها يلي حتكون من نصيبك متل القمر
..
مضي أخي ليقبل يدي أمي ويسألها الدعاء
.. فنال من دعواتها ما قدر الله له
ومضي ..
لم يتأخر
..
لقد عاد
..
لكنه عاد محمولا علي الأكتاف
.. الطيب يتناثر من دمائه الزكية
لم أبكي .. اخذتني الصدمة دقائق أنظر لنور وجهه
ولابتسامته الوضاءة
ثم تذكرت كلماته ,. يا أختي ادعيلي بالشهادة
.. قلت .. تمناها فنالها
ذهب لغرفته .. اتذكر ابتسامته التي كانت تملأ أرجاء المكان
وكلامه .. أتذكر حنانه وطيبته
كل شئ مكانه لم يتغير
سريره .. كتبه .. سواكه الذي كان يستاك به
ووقعت عيني علي أجمل شئ كان يعشقه أخي
مصحفه الصغير .. الذي لم يكن يفارقه
لماذا تركه .. فاضت عيناي بالدموع وارتعش جسمي وانا أمسك به
أريد أن افتح علي اجمل آيات كان يترنم بها بصوته العذب
علي آيات الشهادة
.. ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ...
فإذا بورقة مطوية موضوعة بعناية بين طياته
فتحتها فإذا هي :
..