يقال أن الله خلق الحب في صورة رجل جميل له عينان ملونتان جمعتا بين زرقة الانهار وخضرة الاشجار ثم انزله الي الارض ولكن الحب لم يستمتع بسكينته طويلا اذا جاء الجنون في احدي نوبات غضبه وهياجه صانعا عاصفه رهيبه وفي زروة هياجه فقأ الجنون عيني الحب فأفقده بصره وقضي علي جمال عينيه هكذا صار الحب منذ هذه الحظه أعمي الي الأبد!!
راح الحب يبكي حزينا محسور فاحس الجنون بالندم فقرر البقاء مع الحب يقوده ويوجهه ...ومن يومها صار الجنون قرينا للحب !
ثم جاءت الغيره ..وكانت أمرأه قبيحه سوداء ممزقة الملابس شعرها مهوش أبيض لها عين واحده في منتصف وجهها لا تري الا أقرب الاشياء الموجه اليها..ولا تستطيع النظر يمينا ويسارا..
ذهبت الي الحب الاعمي ورفيقه الجنون وقالت لهم اني بلا صحبه اصحباني معكم في طريقكم فسأكون ذات فائده لكم في رحلتكم الصعبه..
نظر لها الحب والجنون بتشكك ولكنها أكملت:
*سأربط القلوب بنار لا تخمد..
قال الحب: قد تشعل النار القلوب نفسها فتحرق كل شىء..
وقال الجنون:وقد تخمد تماما فيزول الحب..
قالت الغيره:ولكنكما بدوني لن تفعلا شىء.. جرباني..
هكذا رافقت الغيره الحب والجنون
أخرجت الغيره من جعبتها مرآه ومنحتها للحب قائله: هذه مرآتك التي ستري بها الاشياء وستعوضك عن نور عينيك وجهها الي ما تريد رؤيته وستراه ليس كما يراه الجميع..
تلقي الحب الهديه شاكرا ونظر فيها ولدهشته وجد نفسه يبصر فوجهها تجاه الغيره فوجدها أمرأه جميله فوقع الحب في غرام الغيره من أول نظره وقرر أن يتزوجها..
أندهش الغيره وحذره بأن كل ما رأه في المرآه كذب.. لكن الحب لم يصدقه وتزوج الغيره ..وهكذا صارت مرآة الحب العمياء هي مرآة جميع المحبين من بعده!!
مرت أسابيع وشهور كان أنتفاخ بطن الغيره يزيد يوما بعد يوم حتي جاءت ليله حالكة السواد غزيرة المطر راحت تصرخ الغيره بأعلي صوتها ومع الفجر كانت قد وضعت طفلها..
كان يشبهها ولكن بلا ملامح كان وجهه صفحه معتمه بلا عينين وكان جسده بلون الدماء خاف الجنون وأصابه الزعر حين رآه
أما الحب أخرج مرآته ونظر للطفل فوجده جميلا ..بل أشد جمالا من أمه وكان حجم الطفل يزداد يوما بعد يوم بطريقه مرعبه!!
هكذا ولد الشك من رحم الغيره..كأنا لا يري ولا يسمع .. يذاد بمرور الايام..
بعد أيام ادركهم التعب وكان بيوت الناس قد أقتربت..
كانت ليله بارده ناموا متلاصقين وفي الصباح التالي كانوا قد أختفوا وأنصهروا جميعا في جسد واحد كائن لا يستطيع أحد تحديد عمره ,,يبدو طفلا صغيرا بقدر ما يبدو شيخا طاعنا....
يبدو سعيدا ومعذبا...
وديعا وشرسا....
جريئا وجبانا...
كائن غامض ملىء بكل التناقضات
هكذا استيقظ الحب يحمل بداخله هوس الجنون ونار الغيره وجحيم الشك ومضي ليبدأ رحلته بين قلوب البشر!!!
