في كلامنا اليومي هذه الكلمة : عادي..
كيف حالك؟ ..... عادي.
ماذا فعلت؟ ...... عادي.
هل ذهبت ؟
هل أكلت ؟
هل شربت ؟
هل لاتزال مهموما ؟
هل أنت سعيد؟
ويكون الجواب: عادي. أي أنه لاشئ جديدا. او لاشئ علي الإطلاق.
وأن هذه هي حالته ( العادية) اليوم وكل يوم!
والحقيقة انه لايوجد شئ( عادي) ابدا ..
فأنت لست( عاديا). فأنت لاتشبهني ولاتشبه جارك.. وكل منا مختلف.
وكل منا ليس عاديا..
ولايوجد انسان( عادي). لأن الإنسان يتغير ويتبدل من ساعة الي ساعة ومن يوم الي يوم..
ولايوجد إنسان( عادي) فكلنا مختلفون عن بعضنا البعض تماما.
وكما أنه لايوجد إنسان ( عادي) فلا يوجد انسان ( سوي).. تماما
كما أن حروف الهجاء ليست في استقامة حرف الالف , فكذلك الناس..
ولايوجد إنسان(متوازن) المزاج والرغبات والمخاوف والطموحات..
وانما يحاول ذلك بلطف او بعنف.
واذا نجحنا وحققنا التوازن , فلبعض الوقت.
والمثل الذي يقول: اتق غضب الحليم,
معناه ان الرجل الحليم المتوازن المنسجم, ليس كذلك طول الوقت.. وإنما أحيانا يضيق بالناس فينهار صبره واحتماله ويصبح عاصفة من الغضب!
قرأت اخيرا قصة للأطفال بعنوان:
"مرحبا.. هل من أحد هناك؟ "
يقول المؤلف إن ظهور دجاجة علي كوكب الأرض ليس شيئا عاديا.
فلا توجد دجاجة في اي كوكب آخر. فهو حدث غير عادي. والبيضة التي تضعها الدجاجة ليس شيئا عاديا و إنما هي معجزة الخلق.
لانها خلق وابداع جديد لانظير له في الكون .. ومشكلة الإنسان انه قد اراح دماغه فوصف كل شئ بأنه (عادي).. الحقيقة ليست كذلك..
فلا الانسان ولا الحيوان ولا النبات ولا الزهور ولا الثمار شئ عادي..
وإنما هو
ابداع..اعجاز.. عظمة.. عبقرية.
فكيف يكون الابداع اللا نهائي شيئا عاديا كيف يكون
شيئا ( زي قلته).. شئ كأنه لم يكن حتي مثل هذا الكلام ليس عاديا لانه اهانة
للعقل واستخفاف بمعجزة الحياة
من مقالات انيس منصور لجريدة الأهرام