ظلمني أبنائي فهل تسمعون قصتي؟

إليكم قصتي أقصها لكم عبر الزمان ولكن دعوني أعرفكم بنفسي قبل بدء الكلام،

بطاقتي الشخصية :-

الاسم :: سمّاني الرحمن بالإسلام

السن :: كبير- أنا- لكني أصغر الأديان سناً فأنا الذي ختم الله بي الرسالات،موجود منذُ حوالي 1500 عام

العنوان :: كنتُ زمان في كل مكان أما الآن في زمن النسيان ! بدأتُ غريباً لكني عُرفت وآسفاه عدتُ غريباً كما بدأت.

عرفتوني جيداً يا أبنائي ؟!

إذاً دعوني أقص عليكم قصتي وما حدث لي قبلكم وفي وجودكم ثم من بعدكم فأنا كتب الله لي البقاء ما دامت الأرضُ والسماء.

بدأتُ غريباً في بيت يدعى بيت الأرقم ابن أبي الأرقم ، 13 سنة وأنا هناكـ مع أبنائي الذين اعتنقوني كانوا قلة لكن كل يوم في زيادة بفضل من دخل في ثم عمل على ظهوري وخروجي للعالم أجمع
ثم توالت الأحداث التي يعرفها الصغار قبل الكبار وشُيد صرحي العالي لأظهر للدنيا ولأقول من أنا وليدخل الناس إلي أفواجًا
وجدتُ رجالا يعرفون من أنا حقًا، رجالاً عاهدوا حاملني – محمد ابن عبد الله – هذا النبي الذي أخرجني للعالم أجمع هذا النبي الذي تعرض للأذى ليحافظ عليّ وعلى أبنائي، عاهدوه على أن يحملوا الأمانة من بعده وينشروا دينه ويتمسكوا به.

فتحوا العالم كله وصرتُ أنا الحاكم في أرض الله وكانت الدنيا بخير ما دمتُ أنا حاكمها، لكن لأن محمد عليه أفضل الصلاة والسلام لا ينطق عن الهوى تحقق قوله وعدتُ غريباً ولكن لماذا وكيف وهل سأظل غريباً؟!

دعوني أجيب أنا..
قلت لماذا؟ والجواب لأن أبنائي تركوني أخذوا لقبي فقط على هويتهم ونسوني في المساجد وأماكن العبادات ونسوا أني لابد ان أكون معهم ليل نهار في العمل في البيت في الفكر في كل وقت وفي كل مكان.
كيف؟ نجح الكفار في إدخال الدنيا لقلوبهم فتهافتوا عليها وهي رخيصة السلعة وتركوني وأنا الغالي قطّعوا بعضهم وأصبحوا لا يشغلهم إلا كيف تكون الدنيا لهم فقط !
أكل القوي الضعيف، وأصبح البقاء لمن يملك نصيباً أكثر من الدنيا، لغوني من الحكم فلم يعد يُسمع قولي.
فبنتي قالت عني أحرمها من حريتها ! فقط لأني أردت لها الستر والعفاف بالحجاب ، أما ابني فقال أني أضيع عليه أمواله؟ فقط لاني قلت أن الربا حرام والاخر يشكي ظلمي لاني حرمت الرشوه وتلك وذاك وهذا،،
ونسوا اني ما أردت إلا السعادة والنجاة لهم، تركوا قضاياهم الهامة واهتموا بالتفاهات.

فهذا بيت المقدس يبكي ويشكي لي حرقة قلبه على أبناءً تركوه وهذا طفلٌ يشكي من أبًا ظالم لم يعلمه كيف يصلي وتلك طفلة تصرخ أمي تمنعني الحجاب لأعيش سني.

فكيف يكون فيهم حاكم صالح وهذا حالهم؟

هذا الحال الأن وعرضت الحال في الماضي أما الآتي فهو ما يجعلني أصبر عليهم وأكون هادئًا..
نعم المستقبل، رأيت بعض أبنائي تركوا الدنيا وعملوا لما بعد الموت دعوا لدين الله ولم يلقوا بالاً لمصيرهم، يخططوا كيف سيربون جيلاً يفتح الدنيا ويعيدني أحكم العالم وأسود كما كنت، حفظوا كتاب الله وحفظوه أبنائهم وعملوا بحروفه، لا يلقون بالاً لقول الناس عنهم بأنهم غرباء وتذكروا أن الطوبى لهم.

حبسوا وعارضوا حريتهم ويريدون الفساد والتبرج لنسائهم ولكن صبروا وحافظوا على أنفسهم وعلى أسرتهم فهي رعيتهم المسؤلون عنها،

فماذا لو كل مسلم أصبح مثلهم ؟ أليس سيجئ اليوم الذي يكون كل المجتمع فيه صالح فيخرج منهم الحاكم الصالح فيصلح العالم أجمع ويفتح بيت المقدس وأعود مرة آخرى كما كنت..

وصيتي يا أبنائي عودوا لشرعي ومنهاجي تمسكوا بي واتركوا الدنيا من أجلي اتركوا كل شيء لله يعوضكم بالخير الكثير، تعلموني وعلموني للناس أجمع أنشروني بتعاملكم الطيب بين بعضكم وبين الناس ، بأخلاقكم أسود أنا فلا تتركوا ندائي وتسمعون غيري فأظل قابعًا في المساجد فقط !

وأنا لم أنزل للأرض لهذا السبب فقط بل لأكون معكم في كل وقت وفي كل زمان.

من بنت الإسلام إلى الإسلامِ أحكي فلتشهد علي أني سأحاول أن أظهرك في ثيابي في حجابي في كلامي في أخلاقي في دراستي في حفظي لقرآني وفي كل شيء، إذا بعدت عنك فأنا الخسرانه أسعى لتكون أنت حياتي لكن اعذرني ان بعدت أو نسيت مرة ، فالمغريات حولي كثير وأنا أصارع وهم يصارعون وأنا أبعد وهم يقربون، اللهم ردنا لدينك رداً جميلاً يرضيك عنّا وتصلح به أحوالنا.

اختم كلامي بقوله تعالى

بسم الله الرحمن الرحيم " ( فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ). صدق الله العظيم