النجوم السوداء يستدرجون النسور وطموح غينيا يتحدى الافيال في كأس أفريقا..............

حت شعار "البقاء للافضل" تنطلق غدا الاحد فعاليات الدور الثاني (دور الثمانية) في بطولة كأس الامم الافريقية السادسة والعشرين 2008 لكرة القدم والمقامة حاليا بغانا حيث تقام غدا مواجهتين من العيار الثقيل عندما يلتقي منتخبا غانا ونيجيريا على استاد "أوهين دجان" بالعاصمة أكرا بينما يواجه المنتخب الايفواري نظيره الغيني بمدينة سيكوندي.

وتتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة في القارة السمراء بشكل خاص والعالم كله بشكل عام صوب استاد العاصمة أكرا لمتابعة لقاء أو صراع العمالقة بين نسور نيجيريا والنجوم السوداء من غانا حيث سيكون اللقاء بينهما ثأريا.

ويرى النجوم السوداء أن الفرصة سانحة أمامهم الان للثأر لهزائمهم أمام نسور نيجيريا في السنوات الماضية حيث شهدت آخر 16 عاما تفوقا تاما لنيجيريا على المنتخب الغاني في اللقاءات الرسمية.

ويحتل المنتخب النيجيري المركز الاول على المستوى الافريقي في تصنيف منتخبات كرة القدم الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) ولكن الفريق فشل في ترك بصمة جيدة خلال مبارياته في الدور الاول للبطولة الحالية وتأهل للدور الثاني بشق الانفس.

وتصدر المنتخب الغاني قمة مجموعته في الدور الاول للبطولة بعدما أصبح أحد فريقين فقط في البطولة حققا الفوز في المباريات الثلاثة التي خاضها كلا منهما في الدور الاول للبطولة.

واستهل النجوم السوداء مسيرتهم في البطولة بعرضين متواضعين وفوزين هزيلين عندما تغلب على نظيريه الناميبي والغيني بنتيجة واحدة هي 1/ صفر. ولكن النجوم السوداء كشرت عن أنيابها سريعا وتغلبت على المنتخب المغربي (أسود الاطلسي) 2/ صفر في الجولة الثالثة الاخيرة من مباريات المجموعة الاولى.

أما المنتخب النيجيري فوصل للدور الثاني من الباب الضيق وبأقدام الاخرين حيث سقط الفريق في بداية مشواره بالبطولة أمام أفيال كوت ديفوار صفر/1 وبعدها تعادل بصعوبة مع المنتخب المالي سلبيا.

وبعد هاتين النتيجتين لم يكن الفوز الذي حققه الفريق على سناجب بنين 2/ صفر كافيا لتأهله إلى الدور الثاني وإنما كان بحاجة إلى فوز المنتخب الايفواري على نظيره المالي في المباراة الثانية بالجولة الثالثة من مباريات المجموعة الثانية وهو ما تحقق له بالفعل ليفلت نسور نيجيريا من الخروج المبكر من البطولة.

وستكون المباراة بين الفريقين غدا هي المواجهة الستين بينهما عبر التاريخ على مستوى اللقاءات الرسمية والودية على حد سواء.

وعلى مدار 59 مواجهة سابقة كانت بدايتها في الخمسينيات كان المنتخب الغاني هو صاحب اليد العليا حيث تؤكد الاحصائيات العامة تفوقه حيث حقق الفوز في 24 مباراة مقابل 16 فوزا لنيجيريا و19 تعادلا بين الفريقين كما سجل المنتخب الغاني في إجمالي هذه المواجهات 98 هدفا واستقبلت شباكه 62 هدفا.

وقبل بداية فعاليات البطولة لم يكن هناك من مشجعي النجوم السوداء من يتمنى هذه المواجهة في ظل التفوق الواضح لنسور نيجيريا على المنتخب الغاني في المواجهات الرسمية على مدار سنوات طويلة ومنها الهزيمة أمام نيجيريا صفر/1 في الدور الاول لبطولة كأس الامم الافريقية 2006 بمصر وجاء الهدف من تسديدة صاروخية أطلقها تاييت تايو مدافع نيجيريا.

وارجع الكثيرون هذه الهزيمة إلى غياب العديد من نجوم المنتخب الغاني عن هذه المباراة مثل مايكل إيسيان وعلي سولاي مونتاري وأسامواه جيان بسبب الاصابات.

ولكن المستوى الذي ظهر عليه المنتخب النيجيري في البطولة الحالية منح الامل للمنتخب الغاني لتحقيق الفوز الاول على المنتخب النيجيري في المباريات الرسمية منذ عام 1992 وبالتحديد منذ الفوز على المنتخب النيجيري 2/1 في بطولة كأس الامم الافريقية 1992 بالسنغال.

وربما اشتهر المنتخبان الغاني والنيجيري في الماضي بقوة خط هجومهما ولكن الوضع الحالي للفريقين يؤكد أنهما يعانيان من مشاكل حقيقية في الهجوم فالمنتخب الغاني يعاني من مشكلة في تسجيل الاهداف رغم وصوله كثيرا إلى مرمى المنافسين والدليل أنه لم يسجل في أي من مباراتيه الاوليين في البطولة سوى هدف واحد في كل مباراة وأتبعهما بهدفين في شباك المغرب وهو معدل هزيل مقارنة بسهولة المجموعة وخوض الفريق للبطولة بين جماهيره.

أما المنتخب النيجيري الذي تضم قائمته لهذه البطولة سبعة مهاجمين فلم يسجل سوى هدفين في مبارياته الثلاث بالدور الاول للبطولة وكان الهدفان في شباك المنتخب البنيني متواضع المستوى وفي الشوط الثاني من المباراة بينما فشل في هز شباك أفيال كوت ديفوار والمنتخب المالي.

وسيطر العقم التهديفي على الفريق النيجيري على مدار ثلاث ساعات و51 دقيقة في هذه البطولة قبل أن يهز الشباك بالهدف الاول له في مباراة بنين.

وعلى الرغم من تجديد الثقة في الالماني بيرتي فوجتس المدير الفني للمنتخب النيجيري قبل لقاء الفريق أمام مالي تبدو فرصة كل من فوجتس ونظيره الفرنسي كلود لوروا المدير الفني للمنتخب الغاني صعبة للغاية في الاستمرار مع الفريق في حالة الهزيمة في مباراة الغد.

وإذا كانت المباراة غدا مواجهة بين عملاقين فإنها في نفس الوقت تمثل مواجهة خاصة بين نجمين يلعبان لناد واحد وهما الغاني مايكل إيسيان والنيجيري جون ميكيل أوبي حيث يعتمد عليهما لوروا وفوجتس بشكل كبير في قيادة باقي نجوم الفريقين في هذه المباراة الصعبة.

ويلعب إيسيان وسط كوكبة من النجوم السوداء مثل سولاي مونتاري وكوينسي أوسو أباي وومانويل جونيور أجوجو وأسامواه جيان وجون مينساه وهانس أدو ساربي.

كما يقود أوبي مجموعة من النسور المتميزة ومنهم ياكوبو إيوجبيني وجون أوتاكا وجوزيف يوبو وتايي تايو وأوبافيمي مارتينز وغيرهم لتكون المباراة غدا مواجهة بين نجوم لامعة في سماء الكرة الاوروبية ولكنها هذه المرة على أرض أفريقية.

وفي استاد مدينة سيكوندي سيكون أفيال كوت ديفوار على موعد مع اختبار جديد يستحق أن يكون اختبار "السهل الممتنع" حيث يلتقي الفريق مع المنتخب الغيني.

وشق أفيال كوت ديفوار طريقهم بنجاح إلى الدور الثاني في البطولة حيث حقق الفوز في مبارياته الثلاث التي خاضها في المجموعة الثانية بالدور الاول للبطولة على نيجيريا 1/ صفر وعلى بنين 4/1 وعلى مالي 3/ صفر بعد أن قدم عروضا جيدة جعلته المرشح الاقوى للفوز باللقب إذا سارت الامور بلا مفاجآت.

أما المنتخب الغيني فشق طريقه بنجاح أيضا في هذه البطولة حيث تخلص من آثار هزيمته في المباراة الافتتاحية للبطولة صفر/1 أمام غينيا وتغلب على المنتخب المغربي 3/2 ثم تعادل مع ناميبيا 1/1 ليحتل المركز الثاني في المجموعة برصيد أربع نقاط ويصعد عن جدارة إلى الدور الثاني.

وإذا كان المنتخب الإيفواري هو الافضل هجوما ودفاعا في البطولة الحالية حتى الان فإن المنتخب الغيني لديه طموح كبير يدفع إلى محاولة إيقاف زحف الافيال ولذلك تبدو المواجهة بينهما صعبة من الناحية المعنوية.

ولكن المستوى الفني والبدني يقف في صف المنتخب الإيفواري في هذه المباراة حيث تحفل صفوفه بالعديد من النجوم في مختلف المراكز ومعظمهم من المحترفين في الاندية الاوروبية الكبيرة وعلى رأسهم ديدييه دروجبا نجم تشيلسي الانجليزي.

بينما سيفتقد المنتخب الغيني في هذه المباراة لجهود أفضل نجومه وهو باسكال فيندونو للايقاف مباراتين حيث طرد اللاعب في مباراة الفريق أمام المغرب وغاب عن صفوفه في المباراة أمام ناميبيا.

وربما تكون المباراة فرصة رائعة للافيال ونجمهم الاول دروجبا الذي يسعى لرد اعتباره بعدما ضاعت منه جائزة أفضل لاعب أفريقي لعام 2007 والتي ذهبت أمس إلى مهاجم مالي فريدريك.

__________________