..
..
..
..
..
..
..
..
إن دنيا أعجبتني
في الهوى قد عذبتني
يمرح المغرور فيها
حالما مقرور عين
والبنات الحور تبدي
كل إغراء وحسن
وإذا الأنغام تشدو
للهوى بجميل لحن
بين كاسات ولحن
حيث أنسى كل حزني
رب هيفاء تهادت
مثل طير فوق غصن
أو كطاووس تباهى
أو كغرّيد مغني
بينما أسقي شفاها بالهوى في قبلتين
ذقت شيئا من رحيق جاء من جنات عدن
إن أشق الثوب عنها
أشرقت مثل اللجين
مثل لؤلؤة تجلّت
بانشقاق الصدفتين
أو كأكمام لزهر
فتّحت عن ناهدين
إذ يضوع العطر منها
يستزيد الشوق مني
زينة عطر شذاها
سحرها بالمقلتين
بارئ الدنيا براها حلوة في كل عين
ثورة في ناهديها
فوق قلب مطمئن
فالكيان البضّ يذكي
قوتي ويردّ وهني
سرّ أنثى حيرتني
بالتصدي والتمني
وهي لم تنشد أغانيها لغيري حسب ظني
قد أصاب اللّب منها
ما أصاب اللب مني
إن أردت القرب منها
دون لأي قربتني
أو أردت البعد عنها
دون وعي رغّبتني
أنكرت نصحا قديما
التمني في التأني
إن تحت الترب نوما
سرمديا ينتظرني
فاغتنم لذّات يوم
ليس يأتي مرتين
واشتعال الرأس شيبا
ثم يخبو نور عين
ثم صلب من عظامي
أصبحت تشكو بوهن
حرت والإسلام ديني في حياة علّمتني
إنما الدنيا سراب كاذب وخداع عين
يخرج الإنسان منها عاريا صفر اليدين
ربحه مهما يدبّر دائما خُفّا حنين
هم سواء من سيمضي أومضى من ألف قرن