أفيون هذا الزمان
إن أفيون هذا الزمان ليس كما نتصور و نعتقد.. ليست عقار الهلوسة والماريجوانا والحشيش والهيروين ، وليست ما نعرفه من أنواع المخدرات
وأنما هى مخدرات من نوع جديد تدخل كل بيت من تحت عقب الباب وتقتحم على كل واحد غرفة نومه وتزاحم إفطار الصباح إلى معدته وفنجان الشاي إلى شفتيه
تلك هى وسائل الأعلام
التى نقضى امامها بالساعات بدعوى التسلية
وفى نهاية اليوم نشعر بحاله فراغ كأننا لم نعش ذلك اليوم قط
والحقيقة أننا لم نعش بالفعل وأنما حق الحياة سلب منا ويمر اليوم تلو اليوم ونشعر بأننا مجوفين تماما وأننا لم نعش أبدا وننسى ماكنا نريد أن نقوله وما كنا نريد أن نسمعه وما كان يملأ منا العقل والقلب و نتحول الى حيوان أعجم مربوط العقل والأحساس إلى هذه الأجهزة الغريبة التى تفتعل لنا حياة كلها كذب فى كذب
لقد تكاتفت وسائل الأعلام فيما بينها بتعاقد غير مكتوب على أن تقتل الأنسان بقتل وقتهم وتمنيهم بالضحك والإثارة والنكتة البذيئة
وتحت شعار قتل الوقت يقتل الإنسان ويراق دم اللحظات ويسفك العمر فما العمر فى النهاية إلى وقت محدود وما الإنسان إلى فسحة زمنية عابرة إذا قتلت لم يبق من الإنسان شئ