ببساطه فكر قبل متجاوب
واجه احد المسافرين دبا ضخما .لم يجد المسافر بدا من ان يعدو ويعدو,حتى وصل الى حافه جرف هاو,فتوقف خشيه السقوط ,ولم يترك الدب للمسافر خيارا الا ان يتشبت ببضع شجيرات صغيرات كانت تتدلى على اطراف الحافه.
وفى اسفل الحافه لمح المسافرنمرا ضخما ينتظره مكشرا عن انيابه, فادركالمسافر انه يقع بين المطرقه والسندان .فاما ان يموت بمخالب الدب او بانياب النمر .
ولتزداد الامور سوءا ظهر جرذان فى الصورة. تسلق الجرذان الشجره التى كان المسافر يتشبت بها ,وبدءا فى قرضها .ادرك الرجل انه اذا استمر الجرذان فى قرض الشجيرة ,فربما لن تتحمل جسمه الثقيل لوقت طويل ,فبدا بالصراخ ليطرد الجرذين لكنهما استمرا فى القرض.
وبطرقه عين ,لمح المسافر شيئا مستديرا واحمر اللون,ولدهشته ادرك انه يرى حبات من الفراوله البريه على اطراف الشجيره .بدت له حبات الفراوله طازجه وطريه ,وفى لمح البصر مد الرجل يده والتقط الفراوله الحمراء وبدابقضمها (فى لحظه الحياه يظهر الموت وفى لحظه الموت تبدا الحياه الجديدة ).
تذوق الرجل الفراوله ,فوجدها لذيذة للغايه ,فقد كانت اطيب فراوله تذوقها فى حياته . وعلى الرغم من المازق الذى كان يمر به ,لم يقبل الرجل ان يسمح لخطر مجهول بالسيطره عليه وشل تفكيره , بل سيطر هو على الموقف , وتذوق حلاوة الفراوله البريه والطبيعية .
مغزى القصه:
هناك دائما دب يتربص بنا من فوق , ونمر يتهددنا من تحت , ولكننا لا نجرؤ على مد أيدينا لتذوق الثمار الناضجه وهى فى متناول أيدينا .
نحن لا نملك خيارات فى وجود أو عدم وجود النمور والدببه فى حياتنا , فالألم جزء من الحياة.اذا كنت محظوظا , فقد تمر عليك فترات من الزمن لا تواجه فيها نمورا أو اسودا,فتسير الامور بيسر وسهوله , فتشعر بالسعادة .وستمر فترات السعادة بسرعه , ثم تظهر لك النمور والدببه من جديد, ومعها ايضا بعض الفراوله . ولن تتوقف الشمس عن الشروق , وسيكون لك أطفال يملأون حياتك حبورا , وستقابل أصدقاء جددا ,ولكنك ستعود وتواجه الحياه بحلوها ومرها .
معظم الناس يتجاهلون الفراوله , لأنهم يظنون أنهم يبحثون عن شئ أعظم ,فنحن نقضى شبابنا فى انتظار الحياة التى ستبدأ, ثم نصاب بالعجز والشيخوخة ونموت ,ونظل ننتظر الوقت الذى ستبدأ معه حياتنا , وكأن الكمال بعيد المنال .
هناك نوع من الكمال يمكن تحقيقه فى الحياة ولكنه ليس من النوع الذى ينتظر رحيل النمور بل من النوع الذى يستمتع بالحياة بكل صورها وأشكالها فتذكر دائماJ (عندما يكون هناك دببه تطاردك , ونمور تنتظرك , وجرذان تقرض الفرص التى تتشبت بها ,ستكون أيضا حبات الفراوله بانتظارك , اقطف ما استطعت من الثمار ولستمتع بكل لحظه من حياتك حتى اخر رمق فيها )J.
فمن انت يا انسان ؟
هل انت من فاقدى الامل؟
ام ممن يتمسك بالامل فى احلك الظروف؟
هل فعلا تستطيع الاجابة على هذا السؤال؟!
فان كانت الاجابة نعم فمتى تمسكت فعلا بالامل
ومتى فقدت الاحساس ان هناك اصلا امل؟
منقول عن زميل