شرخٌ فى جدران الفرار
صحوت اليوم كالمعتاد فى منفاي مرتقباً
لعلّى فى نسيم الفجرِ فوق الشمس ألقاها
وعلّى فى ثنايا الروح بين النبض أبصرها
فلم يُنسى المشيب القلب رغم الهجر ذكراها
فأرهفَ سمعىَ الملهوف تغريداً بأغنيةً
يُغنى فى دم النبضات توق القلب معناها
وأجلس بين دمع البعد والأشواق أبكيها
وأنقش فوق رملِ الجدبِ نهر العشق مرساها
وأنظر فى سحاب الغيب بين العشق تفسيراً
ألست الفارس المقدام أسكن فى خلاياها؟
أما زالَ الهوى المسكوب من عينى يملؤها؟
وهل ما زالت الأحلامُ بين القلب ترعاها؟
وهل ما زالَ يطربها النداءُ العذبُ الخلابُ؟
يصيحُ فى مأذنها اللواتى عشت أهواها؟
أمازالت طيورَ الوحدةِ العصماء تقطنها؟
وهل ما زالت الأجراس لحناً فى حكاياها؟
وهل ما زالت رغم البعدِ بالشعراءِ ملهمها؟
وهل ما زلَ الَنبض القلبِ بحر الشعر مأواها؟
تجيب سحابتى الجوفاء فى صمتُ بدائى
وأحس الخوف يقفز بين أسئلتى وأحشائى
وأشعر فى دبيب الصمت رعباً صبُّ أناتى
ويعلو الصوت ينعق بين أخيلتى وأرجائى
يفتت فى خيول الحلم يسبيها ويكبحها
يبث الوجد يشعل جمرةَ الوقادِ إشقائى