عريقات نظام الفصل العنصري الاسرائيلي يهدد حل الدولتين
اتهم كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات اسرائيل "بتقويض" فرص استئناف محادثات السلام المجمدة منذ اشهر عبر اقامة "نظام فصل عنصري" في الاراضي المحتلة وذلك في مقابلة مع وكالة فرانس برس.وقال عريقات في المقابلة ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مع حكومته اليمينية يملك الخيار بين "المستوطنات والسلام، وقد اختار المستوطنات والمستوطنين".
واضاف ان احتلال اسرائيل للضفة الغربية "تحول الى نظام فصل عنصري اسوأ مما ساد في جنوب افريقيا". وتابع "لم يحدث في اسوأ مراحل نظام الابارتايد في جنوب افريقيا ان منع السود (من استخدام) طرقات يستخدمها البيض"، في اشارة الى الاجراءات الامنية الفاصلة التي تعتمدها اسرائيل لحماية المستوطنين اليهود في الاراضي الفلسطينية.
وقال عريقات "ان استمر الاحتلال، فستعزل قرى وبلدات ومخيمات في الضفة الغربية ضمن جدران داخل جدران لا يمكن لاحد ارتيادها" محذرا من تفاقم سفك الدماء وبالتالي التطرف.
وسرى امر عسكري جديد الثلاثاء يثير احتمال ترحيل الكثير من سكان الضفة الغربية، حيث علق عريقات في تصريح اخر بالقول ان الفلسطينيين سيحولون الى "مجرمين في ديارهم".
ويعرف الامر الصادر "المتسلل" بحيث يمكن ان ينطبق على اي من سكان الضفة الغربية ممن "لا يملك ترخيصا". ولم يكن على الاغلبية الساحقة من الفلسطينيين الحصول على ترخيص اسرائيلي للسكن في الضفة الغربية.
وقال عريقات لوكالة فرانس برس ان التهديدات المماثلة "تقوض حل الدولتين الذي يشكل...الحل الوحيد".
وتضغط واشنطن وشركاؤها في اللجنة الرباعية للشرق الاوسط اي الاتحاد الاوروبي، روسيا والامم المتحدة من اجل اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة الى جانب اسرائيل آمنة بموجب اتفاق سلام.
وقال عريقات ان "اميركا تبذل كل الجهود الممكنة للحفاظ على حل الدولتين". واضاف ان واشنطن تبذل "كل ما يسعها لاستئناف المفاوضات غير المباشرة" التي تعرقلها سياسة اسرائيل الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال كبير المفاوضين "اننا ندعمهم في ذلك ونتمنى نجاحهم. لكن الحكومة الاسرائيلية تبذل ما يسعها لتخريب" هذه الجهود.
من جهة اخرى اشار عريقات الى ان الموقف الفلسطيني يزداد قوة، واقله على المستوى الدولي، نتيجة سياسات اسرائيل المتشددة. وقال "لم يكن الفلسطينيون في موقع افضل مما هم عليه الان. فلم ار قط المجتمع الدولي وقد ضاق ذرعا بالممارسات الاسرائيلية والسلوك الاسرائيلي مثل ما اراه اليوم".
واكد عريقات ضرورة ترجمة ذلك الى افعال مع اعتراف دولي بكيان الدولة الفلسطينية حتى ان لم يتم الاعلان عنها من الطرف الفلسطيني وحده بالرغم من جهوده لبناء مؤسساته.
وقال "ما نريد هو بناء المؤسسات بمساعدة فرنسا، الولايات المتحدة، بريطانيا، اليابان، ودول اخرى". وتابع "نريد ان يصدر الاعلان عن استقلال الدولة منكم انتم، لا منا. لا نريد اعلان استقلال احادي الجانب. فان اردتم الحفاظ على حل الدولتين، يبدو (الاعتراف) منطقيا".
واضاف عريقات ان الحكومة الاسرائيلية لم تدرك ان الولايات المتحدة بحاجة اليوم اكثر من اي وقت مضى الى دعم الدول الاسلامية بالرغم من تحالفها الاستراتيجي مع الدولة العبرية. واوضح قائلا "الولايات المتحدة اليوم هي دولة لديها 200 الف شاب في بلدين مسلمين" في اشارة الى العراق وافغانستان.
وتابع "ان حدودهم السياسية لم تعد مع كندا، المكسيك والمحيطين. بل باتت مع تركيا، ايران، طاجيكستان، اوزبكستان، الصين، باكستان، الخليج، سوريا، الاردن والسعودية".
وعلق عريقات الذي وضع الكوفية الفلسطينية في اثناء مشاركته في الوفد الفلسطيني المفاوض في مؤتمر مدريد الدولي للسلام عام 1991، على تاريخه المهني الذي يمتد على عقدين من الزمن.
وقال "انا اكثر المفاوضين ضعفا على الاطلاق: فليس لدي جيش، ولا بحرية، ولا سلاح جو، ولا اقتصاد، لكنني هنا لابقى. فلا مكان اخر اذهب اليه".
