من حقك أن تعترض
وأن تعارض
وأن تقول
لا
فإن السكوت علي الخطأ
.
يخلق الجبناء
.
ويمهد الطريق للطغاة !
.
ولكن
قبل أن تقول
لا
يجب أن تسمع الرأي الآخر
فقد تكتشف أنك ظلمت الحقيقة
لأنك تسرعت في الحكم
ولا تغلق عقلك
بعد أن تقول
لا
فإن خطأ اليوم
قد يصبح حقيقة الغد !
..............
وليس معني هذا
أنني أشجعك علي التردد
ولكني أحذرك
من أن تركب رأسك
وتتصور أن كرامتك تتطلب منك أن تتمسك بكل رأي خاطئ
فالضلال لا كرامة له !
وفي كل رأي جزء من الصدق وجزء من الضلال
والمناور الذكي
هو الذي يعترف لخصمه بما في رأيه من صواب
قبل أن
يكتشف ما فيه من ضلال
لا تفقد أعصابك
لا تفقد إتزانك
إذا لم ير غيرك الحقيقة الواضحة كما تراها
فالخلاف في الرأي من غرائز البشر !
ولا يمكن أن تغير طبائع البشر في أيام ولا سنين
إذا ضبطت أعصابك
وإذا صبرت
فسيري الذين إختلفوا معك في الرأي
النور الذي رأيته
إذا كان نورا
ولم يكن سرابا
فإن العناد علي الخطأ قصير العمر
معظم الناس لا يقاومون طويلا نور الحقيقة
معظمهم يفتحون عيونهم بعد فترة
ويتطلعون بها
بعد ان كانوا يتصورون
أن الحقيقة لا تحتاج الي فتح العيون, والعقول !
وإذا فقدت اعصابك
ورحت توزع الاتهامات
علي خصومك في الرأي
فلن تردهم الي الحقيقة
فإن الاتهامات والشتائم تزيد الناس عنادا
وإصرارا علي اغماض العيون !
.......
وإذا عادوا الي الصواب
فلا تعايرهم بأنهم كانوا يعيشون في الضلال
لا تتهمهم بأنهم كانوا عميانا
فلم يروا الحقيقة يوم رأيتها
تناس الخطأ الذي وقعوا فيه
وكن كريما وأنت تفتح ذراعيك لمن اخطأوا في حقك!
فإذا انتصرت في مناقشة
فلا تسخر من المهزوم
فإن هذه السخرية تكسب له عطف الناس وتأييدهم !
وإذا خسرت,
فلا تتهم الناس بالجهل..
ولكن
حاسب نفسك
لأنك أسأت عرض فكرتك, فلم تقنع بها غالبية الناس !
ولا تنس أن لكل مشكلة عدة حلول
وأن الحل الذي تقتنع به ليس هو الحل الوحيد !
وتسامح مع خصومك
فإن الرجل الصغير هو الذي لا يسامح ولا ينسي الإساءة!
الموضوع منقول من الاهرام
