من القيم الخلقية والسلوكية التي يزرعها الاسلام في نفس المسلم وقلبه هي اغاثة الملهوف وخاصة المحتاج في قضية حياتية مهمة.وكثير من المسلمين يغرقون في قضايا الدين المالي ..فالله عز وجل قد خلق الناس متباينين في الجسم والصحة والتفكير والعقل والقدرة المادية ليشد بعضهم بعض ويخلقوا مجتمعا متماسكا مترابطا في الدين والاخلاق والمصالح العامة والخاصة.
فالقوي يشد من ازر الضعيف ويعين الغني الفقير والله هو الغني ونحن الفقراء اليه.
اخواني...
الدنيا دار ابتلاء وعمل والاخرة دار الحساب وعلينا ان نستعد لهذا اليوم العصيب من خلال ان نحب لاخينا ما نحب لانفسنا حتى نأمن شر هذا اليوم .
وتتجلى هذه القيم الرفيعة المنجية في القران الكريم في اواخر سورة البقرة حيث يبين الله عز وجل اجر المنفق في سبيل الله سبعمائة ضعف(َمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ [البقرة : 272].
وهنا تتجلى اسمى درجات البشرية عند المسلم كما تعلنها الاية الكريمة:وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة : 280]
الله هو الرزاق ذو القوة المتين يرزق من يشاء بغير حساب وهو بيده الاجال يطلب من الدائن ان يؤخر المعسر حتى يجعل الله من امره يسرا كما قال تعالى :
(فان مع العسر يسرا,ان مع العسر يسرا).
ثم يرتفع القران بالانسان الى قمة الرفعة والسمو الانساني والاخلاقي عندما يطلب من الميسور ان يتصدق لدائنه وهنا يتكامل الشعور الايماني بين المسلم واخيه وتسقط الحواجز المادية البشعة بينهما ليشيع جو الفرح والطمأنينة والسعادة بين قلبيهما .
ان مايقدمه الانسان من صالح الاعمال النافعة لبني جنسه وخاصة اهل الاحتياجات يجده يوم القيامة امامه كما قال الله تعلى: وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ [البقرة : 110].
وكما وعدنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ان يفرج الله عنه كربة من كربها التي تهون امامها كرب الدنيا جميعا.
علينا ان نغتنم فرصة الحياة ونزرع الخير والمعروف فيها وان نامر بالمعروف وننهى عن المنكر حتى نحصد مانزرعه يوم لاينفع مال ولا بنون
