حتى وقت قريب كنت اظن ان مدننا والامكنة اعمارها اكبر واطول من اعمارنا...
موجودة قبل ان نولد وستبقى بعد ان نمضي ونرحل ....والرحيل الى فوق او تحت....او الى هنا وهناك يمين وشمال فوق سطح البسيطة كله فراق وكله رحيل....
ماعلينا
ولكني اكتشفت مؤخرا ان مدننا كما نحن تتنفس وتفرح وتحزن وتموت...
واكتشفت ايضا ان مامن مدينة عربية واسلامية ماتت موتة ربنا( اعذروا التعبير...اعني من هرم.او سكتة قلبيه.)..
كل مدننا تقتل وتذبح وتنتحر...
كل يوم تنتحر مدينة عربية او اسلامية على طريقتها الخاصة..
واحدة تموت بالسم..
وثانية تموت بالقهر..
وثالثة تموت بالكآبة...
ورابعة تموت بالحبوب المنومة...
وخامسة تموت من فرط الشراب والتعهر ...
وابتداءا من غرناطة الى يومنا هذا ، ليس هنالك مدن ماتت بالسكتة القلبية ...
وانما هنالك مدن وجدت مقتولة في ظروف غامضة...ولم تتمكن النيابة العامة من معرفة قاتلها فسجلت الجريمة ضد مجهول...
اخرها وليست اخيرها كانت عاصمة الخلافة بلد الرشيد ومنارة المجد التليد سقطت كما يسقط شمعدان مسجد على رؤوس مصلين فيه..
فتحصنا نحن بجلودنا وقهرنا ورفعنا درع وانا مالي....
قبل ان تموت مدينتك او تغتال او تذبح او تنتحر ادفع معي عنك شعار وانا مالي......
هيا بنا نطالع اخبار مدننا ونستعيض عن مصمصة الشفاه عندما تصنعنا الاخبار ...بأن نفكر ونعمل عقلنا لماذا حصل هذا وكيف حصل ذاك ...
ربما في يوم ما نستطيع ان نصنع الاخبار كما فعل اهل جورجيا بدل ان تصنعنا بل تصفعنا الاخبار...