ابتاه .. مازلنا نبنى الاهرامات ,, ونحفر القناه ,,!!
شمس حارقه وقف الشاب وفى عينيه حزن شديد وملامحه حزينه وكان معه والده ... منذ فتره كبيره لم يجتمعا سويا خارج المنزل خارج الاطار الذى دائما يلتقيان فيه , كان اللقاء فى مشهد خارجى ,,
جلس الابن والدموع فى عينيه تصرخ بحسره .. نظر اليه ابيه ... يا بنى ماذا بك ,, لاول مره اراك بهذه الصورة رد الابن بحزن يا ابتاه انا من سنين بهذه الصورة لكنى كنت ادارى واظهر بصورة اخرى ,
ابتاه ,, تخيّل اننى مازلت ابنى فى الاهرامات ..!! واخى يحفر فى القناه ,,!!!
تعجب الاب وفى عينيه نظرة فزع ... اهرامات اى اهرامات تقصدها اجب بسرعه بنى
رد الابن نعم يا ابتاه انا مازلت ابنى الاهرامات .. كل يوم احرك صخره من الصخور بيداى المرتعشه المريضه كل يوم مع زملائى نحرك صخره من الصخور ,فى ارى فى حياتى سوى الصخور العاليه والتراب يغرق عيناى ابتاه ,
فى كل يوم فى حياتى ابنى فى الهرم يا ابتاه اشعر اننى مازلت فى العصر الفرعونى اعمل فى الصخور ونحتها من ضمن العاملين فى البناء والبناء مشقه ... هوان ... ذل يا ابتاه ,,!!
فى العمل .. فى الدراسه سابقا ... كل شىء بدون رغبتى بدوات ارادتى يا ابتاه ..!!
فأنا يوميا اسير احرك الصخور ... ولا اقدر .. ان اعارض .. من اجل ان اعيش لمجرد انى اعيش ولا اريد ان احقق اى من طموحاتى فلا استطيع ان تتخطى عيناى سطح الهرم العالى ,, كيف افكر او اطمح وانا كل يوما طوال اليوم احرك فى الصخور ابتاه ,,
احرك الصخور وانا مريض ولا اقدر على الرجوع
الجلاد فى انتظارى بسوطه النارى ,,, سوط الحياه ينتظرنى ولن ينتظرنى كثيرا ان عاندت تحريك الصخور ابتاه
احرك كل يوم صخره تزيدينى تعبا .. وارهاقا ... وذلا ,,
رد الاب حزينا كيف ذلك يا بنى .؟
وانت من تعلمت وافنيت عمرك فى التعليم كى تعلو وتعلو انت من اخفضت رأسك على التعليم ليالى طويله فى سنين طويله مؤلمه فى تعليم ايضا كان ذلا ..!
لا يا أبتاه ... التعليم اصبح مثل الحظ او اليانصيب .. اما ان استفاد منه او انساه واندم على سنين ضاعت عليه ,,,,
انظر الى الجلاد الذى يتلذذ بعقابى وجلدى هل تعلم مثلى وحتى وان تعلم مثلى ,, لماذا يجلدنى ,, بل واسطته عند مشرف البناء على الهرم ويااااااااااليته هرما نفتخر به ,,, بل هرما تبنيه اجيال وتهده اجيال .....
ابتاه انى اعانى من حراره الشمس ... من لهيب الذل ,,, اهذا انا ؟؟؟ اهذا انا ..؟؟؟؟ انا من حلمت بحياه بسيطه بابسط الاشياء اهذا انا ؟؟؟ ذليل بين الاحجار ...!!
بكى الاب ... لا تبكى يا بنى ...
يصرخ الشاب
ساعدنى يا ابتاه ... ساعدنى يا ابتاه
الصخره ثقيله على يداى المرتعشتين .. يصرخ كثيرا ساعدنى يا ابتاه ساعدنى
بكى الاب سامحنى يا ابنى ,, ليس بيدى شىء انا ومن معى انا وجميع الاباء ...
كل منا سكت وصمت اثناء بناء الهرم ونسينا وجودكم يوما ما ,, وانكم ستواصلوا بناء الهرم مره اخرى
سامحنى يا ابنى ,,,قلنا لقد انتهى وقت البناء وكل منا بحث عن نفسه ولم نعتقد يوما انكم سوف تحتاجون الى وقوفنا سابقا فى الماضى معكم ,,, ولم نترك لكم سوى ارضيه الذل تقفون عليها سامحنى يا ابنى ارجوك ,,,
رد الابن بحسره ابتاه ... لقد مرت سنين عمرى وانا احرك الصخور ... انهم يتلذذون باهانتنا ,,, ونقطه ضعفنا هى معيشتنا وشغلنا ,,, ابتاه لم اكن اريد حلما كبيرا كنت اتمنى ان اعيش اعيش لمجرد انى اعيش حتى بعد ان رضينا بالهوان استكتروه علينا ابتاه ,,
وان اعترضنا يوما ... يقولوا لنا هذا ما عندنا واتركونا لو احببتم ..!!!
لقد افتقدت الابتسامه وانا كل يوم احفر فى الصخور وها هو اخى مازال يحفر هنااااااك فى القناه
لم ينتهى بناء الاهرامات ولم ينتهى حفر القناه بعد ,,,,
جلس الشاب ونظر الى السماء فى الصخور تحيط به من كل جانب
نظر الى السماء وبكى
يارب يا كريم انجدنى يا ارحم الراحمين
اللهم انجدنى ممن ظلمونى
اللهم ارحمنى ممن عذبونى
يارب اذل من فى بحر الذل اغرقونى
يارب يا مجيب المضطر
عبدك الذليل يدعوك دعوه المضطر
سبحانك الوحيد القادر ترحمنى برحمتك
